تخطى إلى المحتوى

أسعار الذهب ترتفع وسط مخاوف من الحرب التجارية، لكن مؤشر القوة النسبية يشير إلى تشبع شرائي

  • بواسطة









واصلت أسعار الذهب زخمها الصعودي يوم الأربعاء، مسجلة مستوى مرتفعًا جديدًا للجلسة الخامسة على التوالي، ولا يزال السوق في منطقة صعودية قوية، ولكن مع تجاوز الأسعار لمستوى الدعم عند 2,790.17 دولار، يجب على المتداولين أن يكونوا على دراية بإمكانية حدوث تصحيح في المدى القريب.

وعلى الرغم من أن الاتجاه العام للذهب لا يزال إيجابيًا، إلا أن مخاطر الانعكاس اليومي تزداد مع استمرار موجة الصعود.

عند الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش، كان سعر الذهب المباشر XAU/USD عند 2,868.24 دولار، مرتفعًا 25.95 دولار أو بنسبة +0.91%.

مؤشر الذهب

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تعزز الطلب على الملاذات الآمنة

قفزت أسعار الذهب بنسبة 1% في تعاملات الأربعاء المبكرة، مسجلة مستوى قياسيًا عند 2,869.68 دولار قبل أن تتراجع بشكل طفيف. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% إلى 2,895 دولار، حيث دفعت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

جاء ذلك بعدما ردت الصين على التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة بفرض مجموعة من القيود التجارية الخاصة بها، مما أعاد إشعال المخاوف بشأن استمرار المواجهة الاقتصادية لفترة طويلة.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ليس في عجلة من أمره للتفاوض مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مما يشير إلى أن التوترات قد تستمر. وقد عززت الحرب التجارية المتجددة المخاوف بشأن التضخم ومخاطر الركود المحتملة، مما دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع حيث يسعى المتداولون للتحوط ضد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

تحذيرات من الفيدرالي الأمريكي بشأن التضخم وتأثيره على السياسة النقدية

حذر ثلاثة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع من أن التصعيد في التعريفات الجمركية قد يضيف ضغوطًا تضخمية إضافية. كما أشار أحد صناع السياسة النقدية إلى أن الغموض بشأن اتجاهات التضخم قد يستدعي نهجًا أكثر تحفظًا تجاه تخفيض أسعار الفائدة.

يراقب المتداولون عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة، بما في ذلك تقرير التوظيف الصادر عن ADP والتقرير الرسمي للوظائف، للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار أسعار الفائدة الفيدرالية.

يُعتبر الذهب تقليديًا وسيلة للتحوط ضد التضخم، حيث يستفيد من ارتفاع الأسعار الاستهلاكية. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يحد من مكاسب الذهب المستقبلية، حيث يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المربحة مثل السبائك، ولا يزال السوق حساسًا لأي إشارات من الفيدرالي بشأن موقفه من التضخم والسياسة النقدية.

حركة سوق السندات مع ترقب بيانات الوظائف

انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.478%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين إلى 4.193%، مما يعكس حالة الحذر المتزايدة بين المستثمرين في سوق السندات.

تتماشى تحركات سوق السندات مع التوقعات بشأن بيانات التوظيف الرئيسية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي ستوفر نظرة أعمق حول مدى قوة سوق العمل الأمريكي.

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون أن صناع السياسة بحاجة إلى تقييم الظروف الاقتصادية بعناية قبل تعديل أسعار الفائدة. وعلى الرغم من أن التضخم يتراجع تدريجيًا، إلا أن الفيدرالي لا يزال متيقظًا، لا سيما مع تزايد المخاطر الاقتصادية الناجمة عن التوترات التجارية.

تشبع شرائي في الذهب يرفع مخاطر التصحيح

وصل مؤشر القوة النسبية (RSI) للذهب إلى 76، وهو أعلى من مستوى 70 الذي يشير إلى تشبع شرائي. وعلى الرغم من أن الاتجاه الصعودي قد يستمر، إلا أن المتداولين يجب أن يكونوا حذرين من احتمال حدوث تصحيح سعري.

وقد تؤدي موجة الصعود القوية في السوق إلى عمليات جني أرباح، خاصة إذا دعمت البيانات الاقتصادية القادمة موقفًا أكثر تشددًا من قبل الفيدرالي الأمريكي.

وفقًا لمجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 1% إلى مستوى قياسي بلغ 4,974.5 طن متري، مدفوعًا بزيادة نشاط الاستثمار وعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية خلال الربع الأخير من العام. ويوفر هذا الطلب القوي دعمًا طويل الأجل للذهب، حتى في ظل تقلبات الأسعار على المدى القصير.

توقعات سوق الذهب

في حين لا يزال الذهب في اتجاه صعودي، فإن ظروف التشبع الشرائي الحالية والتغيرات في توقعات أسعار الفائدة ترفع من مخاطر التصحيح على المدى القريب.

يجب على المتداولين مراقبة أي انعكاسات محتملة، خاصة إذا أشارت البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة إلى متانة سوق العمل، مما قد يعزز قوة الدولار ويضغط على أسعار الذهب.

ما لم تحدث تطورات جيوسياسية مفاجئة، فقد يشهد الذهب تراجعًا مؤقتًا قبل استئناف اتجاهه الصاعد الأوسع. ومع ذلك، فإن استمرار التوترات التجارية والمخاوف التضخمية يواصل دعم جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يبقي المعدن النفيس في موقع جيد لتحقيق مكاسب مستقبلية.

المصدر: FxEmpire

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *