أفضل أداء للمعادن النفيسة هذا الأسبوع كان من نصيب الذهب، رغم انخفاضه بنسبة 1.84%. وعلى الرغم من التراجع المؤقت من مستويات قياسية بسبب تشاؤم السوق إزاء التعريفات الجمركية الجديدة، إلا أن وضع الذهب كملاذ آمن يظل قوياً في ظل بيئة اقتصادية عالمية تتسم بعدم اليقين المتزايد.
مع الطلب القوي ودعم البنوك المركزية، يتجه الذهب للاستفادة من تقلبات التجارة والمخاوف الاقتصادية الكلية والاضطرابات الجيوسياسية، مستمراً في أدائه المثير للإعجاب هذا العام.
وصل الذهب إلى مستوى قياسي مع بداية الربع الجديد، حيث أدى التصعيد الكبير في التعريفات الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمقررة هذا الأسبوع إلى زيادة المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وتعزيز الطلب على الملاذات الآمنة. اقترب الذهب من سعر 3150 دولاراً للأونصة، مسجلاً مكاسب للرابع يوم على التوالي.
انخفض الذهب في البداية بأكثر من 2% بسبب تراجع الأصول الخطرة، لكنه تعافى جزئياً منذ ذلك الحين، حيث يعتقد المحللون أن آفاقه طويلة الأجل تظل إيجابية، خاصة في سيناريو الركود التضخمي.
من المتوقع أن تزيد التعريفات الجمركية الأخيرة من مخاطر الركود والتضخم، وهو ما يعود تاريخياً بالنفع على الذهب.

الذهب يسجل مستوى قياسيًا جديدًا:
تداول الذهب عند مستوى قياسي جديد صباح الأربعاء مع انخفاض قيمة الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية قبيل تطبيق تعريفات جمركية جديدة قد تُبطئ الاقتصاد الأمريكي، مما عزز الطلب على الملاذات الآمنة.
وبلغ سعر الذهب للتسليم في يونيو 14.60 دولارًا للأوقية ليصل إلى 3,160.60 دولارًا، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل يوم الاثنين عند 3,150.30 دولارًا للأوقية، وفقًا لـ”بلومبرج”.
أداء ضعيف:
كان الفضة هو أسوأ المعادن الثمينة أداءً هذا الأسبوع، حيث انخفض بنسبة 14.82%. زادت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) من حيازاتها من الذهب بمقدار 100,493 أونصة تروي، بينما خفضت حيازاتها من الفضة بمقدار 833,192 أونصة تروي، مما يشير إلى تحول التفضيل نحو الذهب مع استمرار ارتفاع أسعاره.
بشكل عام، زادت صناديق الاستثمار المتداولة حيازاتها من الذهب بنسبة 6.3% هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر 2023، متجاوزة الفضة بفارق كبير، وفقًا لتقارير “بلومبرج”.
أظهرت توقعات إنتاج وتكاليف شركة “SSR Mining” لعام 2025 أداءً أضعف من المتوقع مقارنة بتوقعات “RBC” والتقديرات العامة، مع بعض التأثير الناتج عن توقيت إغلاق صفقة “Cripple Creek & Victor” وتكاليف التنظيف والصيانة المستمرة في منجم “Çöpler”.
أعلنت شركة “Equinox” تعليق عملياتها بشكل غير محدد المدة في منجم “Los Filos” في ولاية غيريرو بالمكسيك، بعد انتهاء اتفاقية الوصول إلى الأراضي مع مجتمع “Carrizalillo” في 31 مارس 2025، وفقًا لـ”Canaccord”.
فرص:
مع نهاية الشهر والربع، شهدنا ارتفاعًا في سعر الذهب بمقدار +718 دولارًا أستراليًا للأوقية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما من المتوقع أن يترجم إلى تدفقات نقدية حرة (FCF) كبيرة في أبريل للشركات الذهبية القادرة على تحقيق أداء تشغيلي جيد، وفقًا لـ”Canaccord”.
في سوق ضعيف، يبرز وجود ثمانية أسماء في قطاع المعادن الثمينة ضمن قائمة “IBD’s 50” كفرصة وسط عدم اليقين.
على وجه الخصوص، تحظى شركات الامتياز مثل “Wheaton Precious” و”Osisko” بتفضيل متزايد نظرًا لانخفاض متطلباتها الرأسمالية وتدفقاتها النقدية المستقرة، مما أكسبها مكانًا ضمن أفضل 50 سهمًا وفقًا لـ”Investor Business Daily”.
أعلنت شركة “Endeavour Silver” توقيع اتفاقية شراء أسهم نهائية لاستحواذها على جميع الأسهم القائمة لشركة “Compañia Minera Kolpa S.A.”
وأصلها الإنتاجي الرئيسي في بيرو، وهو منجم “Huachocolpa Uno”، بقيمة إجمالية تبلغ 145 مليون دولار، تتضمن 80 مليون دولار نقدًا و65 مليون دولار في أسهم “EDR”، وفقًا لـ”CIBC”.
تهديدات:
تتوقع “Raymond James” انخفاض إنتاج ومبيعات الذهب لشركة “Centerra” في عام 2025، حيث استفاد منجم “Oksut” من بيع المخزون قيد التصنيع في 2024.
كما يتوقع أن يكون إنتاج الذهب في الربع الأول من العام أحد أضعف الأرباع للإنتاج في كل من منجمي “Mt. Milligan” و”Oksut”.
أشارت شركة “Heraeus” المكررة للمعادن الثمينة إلى أن “التعريفات الجمركية التي أُقرت الأسبوع الماضي على واردات السيارات الأمريكية من المرجح أن تقلل من إنتاج وبيع السيارات الجديدة وتؤثر سلبًا على الطلب الأمريكي على البلاديوم هذا العام”. في 2024، استوردت الولايات المتحدة أكثر من 8 ملايين مركبة خفيفة جديدة.
توقفت فجأة تجارة مراجحة ضخمة جذبت عشرات المليارات من الدولارات من الذهب والفضة إلى الولايات المتحدة، بعد إعلان الأربعاء بإعفاء المعادن الثمينة من التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها دونالد ترامب.
لعدة أشهر، تداولت الأسعار في نيويورك بفوارق كبيرة وغير معتادة مقارنة بالمعايير العالمية، حيث قيّم المتداولون خطر شمول المعادن الثمينة بالتعريفات.
أدى هذا التفاوت إلى حافز للبنوك والمتداولين لشحن كميات هائلة من السبائك عبر الطائرات والسفن، مما شوه بيانات التجارة الأمريكية في هذه العملية، وفقًا لـ”بلومبرج”.
المصدر: kitco