(كيتكو نيوز) – لا يزال سوق الذهب يشهد تقلبات متزايدة مع رد فعل المستثمرين على التعريفات الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. ورغم أن أسعار الذهب قد تواصل التراجع، إلا أن أحد البنوك الكندية يرى أن مخاطر الهبوط محدودة.
الأسبوع الماضي، وقبل إعلان ترامب عن التعريفات، رفع محللو السلع في “آر بي سي كابيتال ماركتس” توقعاتهم لأسعار الذهب، متوقعين الآن أن يبلغ متوسط السعر 3039 دولارًا للأونصة هذا العام و3195 دولارًا للأونصة العام المقبل.
وبينما يرى “آر بي سي” إمكانات صعود قوية للذهب، يشير أيضًا إلى أن الزخم في السوق مبالغ فيه. في هذه البيئة، قال المحللون إنهم يرون إمكانية اختبار الأسعار لمستوى الدعم حول 2821 دولارًا للأونصة.
وقال المحللون: “لا يزال الذهب يبدو مبالغًا في قيمته من منظور اقتصادي، كما أن الشكوك التي دفعت بالذهب هي بطبيعتها غير مؤكدة.
ورغم أننا لا نستبعد احتمال حدوث تصحيح من مستويات القمة التي دفعت إليها الشكوك، إلا أنه من الواضح أن معنويات الاقتصاد قد تدهورت، وجاذبية الذهب أصبحت أكثر استدامة في هذه البيئة — مما يعني أن الأسعار المرتفعة يجب أن تظل كما هي.”
حتى الآن، تمكنت أسعار الذهب من الحفاظ على مستوى الدعم الأولي عند 3050 دولارًا للأونصة. وسجل الذهب الفوري آخر تداول عند 3106.30 دولارًا للأونصة، منخفضًا بنحو 1% خلال اليوم.
ورغم أن أسعار الذهب لا تزال تحوم قرب أعلى مستوياتها القياسية الأخيرة فوق 3100 دولار للأونصة، إلا أن “آر بي سي” قال إن المعدن النفيس قد يحتاج إلى محفز جديد لتحقيق مزيد من الارتفاعات.
وقال المحللون: “نعتقد أن أي صعود إضافي يعتمد على تحول ضعف البيانات الناعمة إلى ضعف في البيانات الصلبة. وهذا من شأنه أن يدفع إلى ارتفاع أكثر حدة في الأسعار بقيادة المستثمرين نحو مستهدفنا الأعلى.”
تظهر مؤشرات المشاعر أن المستثمرين يشعرون بخوف شديد. إذ يظهر “بوليماركت” — أكبر منصة تنبؤ في العالم — أن المستهلكين يرون فرصة بنسبة 47% لحدوث ركود هذا العام.
وفي أحدث توقعاته الاقتصادية، يتوقع بنك أتلانتا الفيدرالي انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.8% في الربع الأول.
وفي الوقت نفسه، لا تزال توقعات التضخم الاستهلاكي مرتفعة، مما يثير مخاوف من الركود التضخمي.
فقد أفاد “مؤتمر مجلس الولايات المتحدة” الأسبوع الماضي أن المستهلكين يتوقعون ارتفاع التضخم إلى 6.2% خلال الـ12 شهرًا المقبلة، مرتفعًا من تقدير الشهر السابق البالغ 5.8%.
حتى الآن، أظهرت البيانات الاقتصادية “الصلبة” مرونة مستمرة وسوق عمل صحية نسبيًا. وقال المحللون إن تدهور الاقتصاد الحقيقي سيجبر الاحتياطي الفيدرالي على التخلي عن موقفه المحايد وخفض أسعار الفائدة، مما سيحفز موجة صعود جديدة للذهب.
يتوقع “آر بي سي” أن يؤدي الانكماش الاقتصادي إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن بين المستثمرين للتحوط من انخفاضات أسواق الأسهم. ومع ذلك، قال المحللون إن مرحلة من الاستقرار ستساعد في جذب رؤوس أموال استثمارية جديدة.
وكتبوا: “يستند هذا إلى مناقشاتنا مع المستثمرين الذين — رغم توجههم الإيجابي نحو الذهب بشكل عام — قد يشعرون أو لا يشعرون بنقص في استثماراتهم فيه، لكنهم يترددون في زيادة تعرضهم له عند مستويات قياسية. هذه التدفقات ستساعد في استقرار الذهب عند الهبوط إذا ما تحققت فترة من الاستقرار.”
المصدر: kitco